
عبارة “خير الخطائين التوابون” هي إحدى الجمل المأثورة التي تحمل حكمة ودلالة عميقة، وتشير إلى فضل التوبة والمغفرة في الإسلام. قد يتساءل الكثيرون: لماذا نقول “خير الخطائين التوابون” وليس “التوابين”؟ أو ما إعراب كلمة خير؟ هذه الأسئلة ترتبط بفهم البناء النحوي والبلاغي لهذه العبارة، التي وردت في حديث نبوي شريف. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل إعراب العبارة ودلالاتها اللغوية، مع الإجابة على الأسئلة الشائعة المتعلقة بها.
لماذا “خير الخطائين التوابون” وليس “التوابين”؟
السبب النحوي:
الجملة تعتمد على قواعد الإعراب التي تنظم علاقة الكلمات ببعضها:
- “خير”: تعني أفضل أو أميز، وهي اسم تفضيل يعمل عمل المبتدأ أو الخبر.
- “التوابون”: مرفوعة لأنها بدل أو نعت لـ”خير”، ويجب أن تتبعها في الإعراب.
السبب البلاغي:
- رفع كلمة “التوابون” يبرز الفاعلية الذاتية، إذ يُظهر أن التوبة سمة أساسية لدى أفضل الناس بين المخطئين.
البلاغة:
العبارة تركز على أن المخطئين الأفضل هم من يتوبون، مما يجعل كلمة “التوابون” وصفًا مستقلًا يعزز المعنى.
ما هو إعراب كلمة “خير”؟
1. موقع الكلمة في الجملة:
“خير” هي مبتدأ في الجملة الاسمية “خير الخطائين التوابون”، وتعمل كاسم تفضيل.
2. الإعراب التفصيلي:
- خير: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- الخطائين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.
- التوابون: بدل أو نعت مرفوع يتبع “خير” في الإعراب.
أهمية الكلمة:
كلمة “خير” تحمل معنى التفضيل، مما يُبرز أن التائبين هم أفضل المخطئين.
ما إعراب “التوابين”؟
إذا وردت الكلمة في صيغة “التوابين”، فهي تكون منصوبة أو مجرورة بحسب موقعها. ومع ذلك، في العبارة الأصلية “خير الخطائين التوابون”، جاءت “التوابون” مرفوعة لكونها نعتًا أو بدلًا عن “خير”.
متى تُستخدم “التوابين”؟
- إذا كان موقعها في الجملة يتطلب النصب أو الجر.
- مثال: “أحب التوابين” (التوابين: مفعول به منصوب).
إعراب “خير الخطائين التوابون”
1. تفصيل الإعراب:
- خير: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- الخطائين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.
- التوابون: بدل أو نعت مرفوع يتبع “خير”، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
2. التحليل النحوي:
الجملة تصف أفضلية فئة معينة (التوابون) بين مجموعة أكبر (الخطائين)، وتُبرز القيمة الإيجابية للتوبة.
هل “خير الخطائين التوابون” حديث صحيح؟
1. مصدر الحديث:
نعم، هذه العبارة وردت في حديث نبوي صحيح، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.
- الحديث رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.
2. الدلالة الشرعية:
- يُبرز الحديث قيمة التوبة في الإسلام.
- يؤكد على طبيعة الإنسان بأنه خطاء، وأن الفضل يكمن في الرجوع عن الخطأ.
أسئلة شائعة حول العبارة وإعرابها
1. لماذا “التوابون” مرفوعة وليست منصوبة؟
- لأنها بدل أو نعت لـ”خير”، وتتبعها في الإعراب، وبالتالي يجب أن تكون مرفوعة.
2. ما الفرق بين “التوابون” و”التوابين”؟
- “التوابون” تُستخدم في حالة الرفع، أما “التوابين” فتُستخدم في حالتي النصب والجر.
3. ما إعراب كلمة “الخطائين”؟
- “الخطائين” مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.
4. ما أهمية الحديث لغويًا وشرعيًا؟
- لغويًا: يُبرز جمال البناء النحوي في وصف المعاني.
- شرعيًا: يركز على أهمية التوبة كصفة محمودة في الإسلام.
5. كيف تُطبق هذه القاعدة على أمثلة أخرى؟
- الجملة: “أفضل العاملين المخلصون.”
- “أفضل”: مبتدأ مرفوع.
- “العاملين”: مضاف إليه مجرور.
- “المخلصون”: نعت مرفوع.
التعليقات